RSS

Monthly Archives: مارس 2012

كش ملك

ألمح الآن بشائر النصر تلوح في الأفق ؛ ذلك أن العسكر لما بدأوا يفقدون أعصابهم بانت الحقائق .

بالنسبة للعسكر فإن مجلسي الشعب والشوري وجمعية كتابة الدستور تلك المكاسب التي حققتها الثورة للشعب ليست سوي طريقة لكسب الوقت علي طريقة “خليهم يتسلوا”.

بالنسبة للعسكر فإن معركتهم الأهم هي معركة الرئيس ؛ لقد أفاقوا علي حقيقة فشل مشروع الرئيس التوافقي – بالمعني السيء للكلمة – أفاقوا عندما تأكدوا أن خطة الرئيس التوافقي سراب يحسبه الظمآن ماءاً ؛ فانتقلوا لخطة الرئيس “المزوّر” .

في تصوري تبدأ أولي مكاسب هذه الخطة ويقطفون أول ثمارها مع الحصول علي رئيس “شخشيخة” أو توافقي …ثم عما قليل لا ينفك يتنازع هذا الرئيس مع مجلس الشعب ويحله ؛ فنبعثر أوراق اللعب ونبدأ من جديد … ثم يبدأ العسكري ببطء في جني المكاسب السياسية قطعةً قطعة ؛ وبتأني يجمع خيوط السلطة في يديه خيطاً خيطاً … وبالتدريج تعود مصر تحت وصاية العسكر … “وكله بالقانون” .

حقيقة مشكلة العسكر أنهم بنوا خططهم علي تصور غير دقيق ؛ لقد بنوا حساباتهم علي أن الإخوان سيبيعون من أجل مكاسب لأنفسهم ؛ مكاسب دنيوية ؛ ولكن الإخوان لا يبيعون دينهم بعرضٍ من الدنيا ؛ العسكر لم يتعلموا من درس حماس في غزة .

إن كان نفر قليل للغاية في داخل الإخوان يعتبرون أن الإخوان حزباً سياسياً يبحث عن مصالحه الخاصة ويمارس السياسة باعتبارها صفقات ؛ فإن غالبية الإخوان يؤمنون – نعم يؤمنون – بأن دورهم الحقيقي أن يكونوا في خدمة مصالح بلادهم ؛ مترفعين عن أي مكاسب دنيوية سواء كانت مكاسب شخصية أو مكاسب حزبية .

في الإخوان تربينا أن تكون الدنيا في أيدينا وليست في قلوبنا.

عندما اصطدم العسكري بهذه الحقيقة بدأ يفقد أعصابه ويهدد ويتوعد ويرغي ويزبد ؛ صدقوني رغم كل ما في الأجواء من قلق وتوتر فأني في غاية التفاؤل … حتماً ستنتصر ثورتنا ؛ إني أري بشائر نصرها الآن .

لذا فأولي أولوياتنا أن تتوجه إرادتنا جميعاً نحو الاتحاد لنخوض معركةً واحدة ؛ سنقف فيها صفاً واحداً من أجل منع تزوير انتخابات الرئاسة .

أنا أعلم أن إدارة الإخوان في أغلبها “تنظيميين” لا يملكون مؤهلات العمل السياسي العام وأنهم كثيراً ما أخطأوا وقليلاً ما أصابوا ودائماً ما ارتبكوا ؛ وأعلم أن صف الإخوان قد اندفع بتلقائية مدافعاً دائماً عن وجهة نظر إدارة الإخوان وخياراتهم السياسية وكأنهم مدافعين عن حق ضد باطل وليسوا كمدافعين عن وجهة نظر وعن خيار سياسي ؛ حتي تورطوا في تخوين شركاء الميدان … وأيضاً حدث نفس الشيء من شركاء الثورة ضد الإخوان .

أقول مهما كانت خلافات شركاء الثورة مع الإخوان ؛ فصدقوني ليس هذا وقته سيأتي أوان الحساب عندما ننتخب رئيساً حقيقياً يمثلنا جميعاً …

لم نعد نملك رفاهية التخوين المتبادل والمعارك اللفظية وضياع أوقاتنا في متابعة المناظرات الفضائية بين شركاء هدفهم واحد ؛ لم يعد هنالك وقت .

مهما كانت الخلافات بيننا جميعاً إسلاميين وليبراليين ويساريين وناصريين والآخرين … سننسي هذه الخلافات الآن ؛ سنتحد في معركتنا الأخيرة حتي لا تُزور إرادتنا ويختار العسكري لنا رئيساً “تفصيل” .

ومهما كانت خلافاتنا داخل الإخوان مع إدارة الإخوان ؛ فليس هذا وقتها ؛ وعن نفسي سأصبر حتي تنتهي معركتنا الأخيرة مع العسكر ثم يكون بيننا وبين إدارتنا عتاب وحساب أما الآن فليس وقت الملام والعتاب فهذه آخر معركة قبل معارك البناء إن شاء الله .

بقي للعسكري المُحاصر مخرج واحد ؛ هو أن ينجح في تزوير إرادة الأمة – ولن يستطيع إن شاء الله – فإن شعبنا صار رقما صعباً لا يمكن تجاهله ؛ الشعب سيختار رئيسه بإرادته الحرة ؛ سيكون لنا رئيس حر ولاؤه لشعبه وليس لجهة أخري ؛

فإذا نجح الشعب في اختيار رئيسه القادم بإرادته الحرة فإنه يكون قد أغلق الباب الوحيد المتبقي أمام العسكري
وكأنه يقول للعسكري : 
“كش ملك”

  عبدالرحمن محمد رضا

mqalati.com
abdoureda@
__________________________

الإعلان
 
أضف تعليق

Posted by في 28 مارس 2012 بوصة مقالات

 

الأيادي المرتعشة

مَكْلَمة … نعم لقد تحول أملُنا إلي مكلمة … علي الهواء مباشرةً يجتمعون فيثرثرون ويتجادلون ثم … ثم تنفض المكلمة .

لم تكن لفظة السعادة كافية لتعبر عن فرحتنا بهذا المجلس ؛ كانت السعادة جزء منا ونحن نتابع أولي جلسات حلمنا الجميل … مع مرور الوقت تحولت سعادتنا إلي قلق مشوب بنوع من المرارة ونحن نتابع هذه المكلمة … الثرثرة … الجدال .

تُنقل الجلسات علي الهواء مباشرةً إلينا فتزيدنا إحباطاً علي إحباطنا . منذ بدأت جلسات المجلس ونحن نصَّبر أنفسنا وننتظر ونقول لعل الأداء يتحسن في المرة القادمة ؛ لعلنا نري شيئاً يُطمئننا ويثلج صدورنا ؛ فنحن كالعطشى التواقين إلي قطرة ماء تبل الظمأ … ولكن للأسف لم يخرجوا لنا من بئر المجلس ما نرتوي به.

تري بعض أعضاء المجلس فتُساءل نفسك متعجباً : “هو ده عضو مجلس شعب … إزااااااي !!؟” ؛ في الحقيقة فإن أداء بعض النواب صادم ؛ والبعض الآخر كوميدي.

ولكن أسوأ الأداءات علي الإطلاق ما كان في حادثة ( العليمي-بكري) ؛ وهي الواقعة التي لم تُضبط بميزان العدالة ؛ حين طفف الكتاتني-مع حفظ الألقاب- في الميزان فسقط علي الهواء مباشرة وحصل علي صفر كبير في هذا الاختبار.

بالمناسبة أنا مختلف كلياً مع زياد العليمي في مواقفه وأفكاره مطلقاً ؛ ولكن ذلك لا يمنعني من قول الحق والوزن بميزان العدالة بعيداً عن الحب والكره أو الأيدولوجيات ؛ فهذا ما يفترضه علينا إسلامنا .

وللتذكير فإن هذا ليس أول اختبار يرسب فيه الكتاتني ؛ فكان أول رسوب للكتاتني ومرسي معاً حينما أسرعا بالجلوس مع عمر سليمان ؛ وكان الرسوب الثاني عندما وقعا كلاهما لعنان علي بياض في وثيقة مهينة كلنا نتذكرها ؛ ثم كانت حادثة العليمي هي الرسوب الثالث.

لا بأس … فالسياسة نجاحات وإخفاقات وتردد بين الصعود والسقوط ؛ ولم يُولد بعد السياسي “السوبر” الذي لا يُخفق .

وللأمانة والإنصاف فإن أداء الدكتور الكتاتني منذ بداية الجلسات مقبول نوعاً ما وأعطيه خمسة أو ستة علي عشرة ؛ فالرجل يجلس علي المنصة “مالي مركزه” … وقد تحمل كثيراً من مشاغبات النواب ؛ حتي أن زوجتي وهي تتابع الجلسات كانت تقول : “الراجل ده هيجراله حاجة م اللي بيشوفه

أري أن المخرج من أزمتنا هذه هو بتشكيل حكومة ائتلافية فوراً … يجب أن نضغط بقوة لا أن نطلب بارتعاش ؛ ساءتنى أياديهم المرتعشة وهم “يطالبون” و “يطلبون” من المجلس العسكري أن “يمنحهم” موافقته علي تشكيل الحكومة ؛

إن الحقوق تُأخذ ولا تُمنح …

إن الأيادي المرتعشة لا تُنقذ وطناً ولا تسترد حقاً 

نعم … جميعنا مع تشكيل الحكومة ولكن ليس بهذه الطريقة المرتعشة التي طُلبت بها ؛ ألا تدركون أن حق الناس عليكم أن تأخذوا بناصية الأمر وأن تقيلوا هذا البلد من عثرته ؟! ؛ كيف “تطلبوا” حين يجب أن “تأمروا” ؛ لقد ارتعشتم في طلبكم وطلبتموه علي استحياء وفي السر ؛ فجاء الرفض وقحاً ومؤذياً ؛ وهذا إخفاق جديد يضاف إلي إخفاقات هذا المجلس المرتعش العاجز عن انتزاع حقه واسترداد حق الناس .

يا سادة ما علي هذا انتخبناكم … لقد انتخبناكم لتحفظوا كرامتنا وليس كبرياء المشير ؛ لقد انتخبناكم لتمثلونا نحن ؛لا لتنتظروا “منحة” المشير.

أقترح الآن أن تعلنوا باسم الأمة التي تمثلونها خطاباً علنياً يُذاع علي الهواء تطلبون فيه من المجلس العسكري تشكيل حكومة فوراً لإنقاذ هذا البلد ؛ خطاب قوي وواضح غير مترجى ولا مرتعش … سيلتف الناس حولكم وتبعثون من جديد الأمل الذي بدأ يذوي في نفوسهم .

فقط تحت هذا الضغط – الشعبي – سيذعن المتباطئون والمتخابثون داخل المجلس العسكري ؛ وخبرتنا معه تنبأنا أنه لا يستجيب إلا تحت ضغط .

يا سادة كونوا علي قدر المسئولية وتوقفوا عن الارتعاش فإنكم إنما تطلبون للشعب باسم الشعب وأنتم ممثله الشرعي الوحيد حتي يتم انتخاب الرئيس .

يا دكتور كتاتني أقدم ولا تخف وإلا سيعيدون بلادنا إلي سيرتها الأولي …

يا دكتور كتاتني كلنا ثقة فيك وفي من معك ؛ وأملنا معقود بنواصيكم …

يا دكتور كتاتني نشهد الله أننا نحبك ونحن خلفك لتعيد إلينا حقنا ممن اغتصبوه …

يا دكتور قليلٌ من “العين الحمرا” … ليتحول هذا المجلس من مكلمة إلي منقذ لهذا الوطن …

لا زال يحبونا الأمل أن تعود إلي قلوبنا الفرحة وإلي شفاهنا البسمة وأن يعود إلينا وطننا .

 عبدالرحمن محمد رضا
mqalati.com
abdoureda@
__________________________

 
4 تعليقات

Posted by في 3 مارس 2012 بوصة مقالات

 
 
%d مدونون معجبون بهذه: