مَكْلَمة … نعم لقد تحول أملُنا إلي مكلمة … علي الهواء مباشرةً يجتمعون فيثرثرون ويتجادلون ثم … ثم تنفض المكلمة .
لم تكن لفظة السعادة كافية لتعبر عن فرحتنا بهذا المجلس ؛ كانت السعادة جزء منا ونحن نتابع أولي جلسات حلمنا الجميل … مع مرور الوقت تحولت سعادتنا إلي قلق مشوب بنوع من المرارة ونحن نتابع هذه المكلمة … الثرثرة … الجدال .
تُنقل الجلسات علي الهواء مباشرةً إلينا فتزيدنا إحباطاً علي إحباطنا . منذ بدأت جلسات المجلس ونحن نصَّبر أنفسنا وننتظر ونقول لعل الأداء يتحسن في المرة القادمة ؛ لعلنا نري شيئاً يُطمئننا ويثلج صدورنا ؛ فنحن كالعطشى التواقين إلي قطرة ماء تبل الظمأ … ولكن للأسف لم يخرجوا لنا من بئر المجلس ما نرتوي به.
تري بعض أعضاء المجلس فتُساءل نفسك متعجباً : “هو ده عضو مجلس شعب … إزااااااي !!؟” ؛ في الحقيقة فإن أداء بعض النواب صادم ؛ والبعض الآخر كوميدي.
ولكن أسوأ الأداءات علي الإطلاق ما كان في حادثة ( العليمي-بكري) ؛ وهي الواقعة التي لم تُضبط بميزان العدالة ؛ حين طفف الكتاتني-مع حفظ الألقاب- في الميزان فسقط علي الهواء مباشرة وحصل علي صفر كبير في هذا الاختبار.
بالمناسبة أنا مختلف كلياً مع زياد العليمي في مواقفه وأفكاره مطلقاً ؛ ولكن ذلك لا يمنعني من قول الحق والوزن بميزان العدالة بعيداً عن الحب والكره أو الأيدولوجيات ؛ فهذا ما يفترضه علينا إسلامنا .
وللتذكير فإن هذا ليس أول اختبار يرسب فيه الكتاتني ؛ فكان أول رسوب للكتاتني ومرسي معاً حينما أسرعا بالجلوس مع عمر سليمان ؛ وكان الرسوب الثاني عندما وقعا كلاهما لعنان علي بياض في وثيقة مهينة كلنا نتذكرها ؛ ثم كانت حادثة العليمي هي الرسوب الثالث.
لا بأس … فالسياسة نجاحات وإخفاقات وتردد بين الصعود والسقوط ؛ ولم يُولد بعد السياسي “السوبر” الذي لا يُخفق .
وللأمانة والإنصاف فإن أداء الدكتور الكتاتني منذ بداية الجلسات مقبول نوعاً ما وأعطيه خمسة أو ستة علي عشرة ؛ فالرجل يجلس علي المنصة “مالي مركزه” … وقد تحمل كثيراً من مشاغبات النواب ؛ حتي أن زوجتي وهي تتابع الجلسات كانت تقول : “الراجل ده هيجراله حاجة م اللي بيشوفه“
أري أن المخرج من أزمتنا هذه هو بتشكيل حكومة ائتلافية فوراً … يجب أن نضغط بقوة لا أن نطلب بارتعاش ؛ ساءتنى أياديهم المرتعشة وهم “يطالبون” و “يطلبون” من المجلس العسكري أن “يمنحهم” موافقته علي تشكيل الحكومة ؛
إن الحقوق تُأخذ ولا تُمنح …
إن الأيادي المرتعشة لا تُنقذ وطناً ولا تسترد حقاً …
نعم … جميعنا مع تشكيل الحكومة ولكن ليس بهذه الطريقة المرتعشة التي طُلبت بها ؛ ألا تدركون أن حق الناس عليكم أن تأخذوا بناصية الأمر وأن تقيلوا هذا البلد من عثرته ؟! ؛ كيف “تطلبوا” حين يجب أن “تأمروا” ؛ لقد ارتعشتم في طلبكم وطلبتموه علي استحياء وفي السر ؛ فجاء الرفض وقحاً ومؤذياً ؛ وهذا إخفاق جديد يضاف إلي إخفاقات هذا المجلس المرتعش العاجز عن انتزاع حقه واسترداد حق الناس .
يا سادة ما علي هذا انتخبناكم … لقد انتخبناكم لتحفظوا كرامتنا وليس كبرياء المشير ؛ لقد انتخبناكم لتمثلونا نحن ؛لا لتنتظروا “منحة” المشير.
أقترح الآن أن تعلنوا باسم الأمة التي تمثلونها خطاباً علنياً يُذاع علي الهواء تطلبون فيه من المجلس العسكري تشكيل حكومة فوراً لإنقاذ هذا البلد ؛ خطاب قوي وواضح غير مترجى ولا مرتعش … سيلتف الناس حولكم وتبعثون من جديد الأمل الذي بدأ يذوي في نفوسهم .
فقط تحت هذا الضغط – الشعبي – سيذعن المتباطئون والمتخابثون داخل المجلس العسكري ؛ وخبرتنا معه تنبأنا أنه لا يستجيب إلا تحت ضغط .
يا سادة كونوا علي قدر المسئولية وتوقفوا عن الارتعاش فإنكم إنما تطلبون للشعب باسم الشعب وأنتم ممثله الشرعي الوحيد حتي يتم انتخاب الرئيس .
يا دكتور كتاتني أقدم ولا تخف وإلا سيعيدون بلادنا إلي سيرتها الأولي …
يا دكتور كتاتني كلنا ثقة فيك وفي من معك ؛ وأملنا معقود بنواصيكم …
يا دكتور كتاتني نشهد الله أننا نحبك ونحن خلفك لتعيد إلينا حقنا ممن اغتصبوه …
يا دكتور قليلٌ من “العين الحمرا” … ليتحول هذا المجلس من مكلمة إلي منقذ لهذا الوطن …
لا زال يحبونا الأمل أن تعود إلي قلوبنا الفرحة وإلي شفاهنا البسمة وأن يعود إلينا وطننا .
عبدالرحمن محمد رضا
mqalati.com
abdoureda@
__________________________
طالع المقال علي : جريدة الشروق و أخبار يوم بيوم و جريدة 25 يناير
عبدالرحمن محمد رضا
5 مارس 2012 at 10:31 ص
Reblogged this on خواطر حرة.
صلاح محمد رضا
7 مارس 2012 at 2:33 م
اختلف مع مبدأ عمل كشف حساب سريع للبرلمان عموما ولأداء الأغلبية الإخوانية خصوصا، بعد مرور42 يوما من عمره، مع وجوب مراعاة وجود ما أجزم أنه أداء عكسي-إفشالي- لتجربة الأغلبية النيابية للإسلاميين من نواب الكتلة تحديدا في صورة (عمل هيصة ودوشة وتضييع للوقت من أبو خرطوشة مجهول الولاء بالديانة -أبوحامد-سابقا ، أتصور أن الصبر مطلوب لشهرين فقط لإعادة الدبابات إلي ثكناتها، تلك التجربة التي استغرقت أردوغان ثماني سنوات كي تتشح الألة العسكرية في بلاده بالشريطة والإيشارب أمام الإرادة الشعبية وبسبيل دستوري وبدون دماء ، وأتفق في وجوب العدالة في حادثة العليمي-بكري، مع عدم تهويل نتائج الرسوب -علي حد وصفك- واتفق في وجوب خروج الإخوان لتوضيح تفاصيل الإجتماع المشؤوم مع عمر سليمان الذي صار سبة ومعيرة ولبانة مع وجوب إظهار الشدة المنبعثة في حق المدنيين في حكم دولتهم ورفضهم توريث عزبة مصر للعسكر
عبدالرحمن محمد رضا
7 مارس 2012 at 2:57 م
أتفق معك جداً ؛ والهدف ليس كشف حساب بقدر ما هو تنبيه علي الأخطاء وضغط علي الكتاتني عشان “يحمر عينه” ؛ حكومة من مجلس الشعب ستكون خطوة كبيرة علي الطريق الصحيح
Adham El Sharkawy
10 مارس 2012 at 6:39 م
مقالة رائعة يا باشمهندس
ولكن لا أخفي عليك هذا البرلمان لم أعد ارى من ورائه خيراً ولست متفاجيء فمن قبل الانتخابات وأنا أرى أنه سيكون برلمان سد خانة ليس أكثر وكله بالورقه والقلم والاعلان الدستوري المشؤم الذي تم تمريره على غفلة من الجميع وبدون أي أعتراض من أحد … برلمان بلا صلاحيات في أقالة أو تشكيل حكومة حتى سن القوانيين يجب أن يصدق عليها المجلس العسكري …
ولكن ما أنا متفاجيء فعلا منه هو حالة الانبطاح التي لم أراها حتى في برلمان الحزب الوطني … أنا لست متشائم ولكني واقعي فهذا البرلمان الذي لم يستطيع إقالة وزير الداخلية ولا محاسبته على مجزرة بور سعيد .. هذا البرلمان لم يستطيع أن يجبرهم على تنفيذ القانون على المجرم المخلوع وينقله إلى مستشفى السجن … هذا البرلمان هلل وصفق لمصطفي بكري لأنه أتهم البرادعي بالعمالة لأمريكا … “مصطفى بكري الذي كان قبل الثورة بأشهر قليلة يتهم الاخوان بأنهم ينفذون أجنده أيرانية لهدم الدولة المصرية” .. صار بطل قومي !!!… هذا البرلمان لم يحاسب النائم العام على تواطؤه وتستره على مبارك وعصابته التي مازالت خارج السجون وعلى رأسهم العجوز الشمطاء …هذا برلمان مهتم بأن اللغة الانجليزية مخطط لتخريب مصر ولا يهتم بأستعادة الثروات المنهوبة أو اللصوص الهاربين خارج البلاد .. هذا برلمان يتغاضى عن تصدير الغاز لليهود بأبخس الاثمان لدرجة أن اليهود بقوا يطلعولنا لسانهم ويقولولنا هنصدره للهند بخمسة دولار أصلنا واخدينه من المغفلين المصريين ب 75 سنت في الوقت اللي المصريين يقتلون بعضهم من أجل أسطوانة غاز … هذا برلمان مهتم بغلق المواقع الاباحيه وغير مهتم بالدعارة اللي ملت البلد بسبب الفقر وضيق الحال ولأن الشرف قد أصبح رفاهية لا يملكوها … هذا برلمان يطلع فيه نائب محترم يبكي ويبكي مصر كلها على ولده الذي أصيب في الثورة ولم ينل القصاص الذي يبغيه ثم يغضب أعضائه ويثورا لأن نائب أخر أحضر خرطوشه سليمه مش فارغه ويتهموه بالتحريض على كراهية الاجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية … برلمان وقف أعضائه يهللون ويصفقون لعبارات رنانة بأن مصر لن تركع للعملاء ثم يضع يده على خده من الخجل لأن “الحمار” قام بتهريب الامريكان … برلمان يتهم من اخرجوه من السجون وأتوا به لسدة الحكم بأنهم بلطجية ……….. هو برلمان لا يمثلني فسحقاً لهذا البرلمان
عفوا للأطالة