RSS

غلطة الشاطر بألف

15 أفريل

علي رقعة الشطرنج إذا قمت بحركة واحدة خاطئة وكان خصمك محترفاً فإنك تظل مُحاصراً مدافعاً ودافعاً لثمن هذه النقلة الخاطئة ؛ فتبدأ في خسارة قطعك واحدة تلو الأخري حتي تخسر الدور في النهاية … هذه طبيعة لعبة الشطرنج وهي نفس طريقة لعبة السياسة

علي رقعة شطرنج السياسة المصرية والتي يتباري فيها اللاعب الأبيض (الإخوان) واللاعب الأسود (العسكري) لم تكن خطوة ترشح الشاطر هي النقلة الخاطئة الأولي للأبيض بل سبقتها خطوات خاطئة كثيرة في استدراج واضح وخطة محكمة من اللاعب الأسود والذي يُفترض أنه خبير بفن الاستراتيجيات

لم يكن يخطر ببالي ولا ببال غيري من متابعي الشأن المصري أن يقدم اللاعب الإخواني الأبيض علي هذه النقلة الخاطئة علي رقعة اللعب السياسي في مصر ؛ حتي أن الأستاذ فهمي هويدي قال معلقاً علي خطوة ترشح الشاطر : ” يكاد يشك المرء في أن ما حدث من أوله إلي آخره ليس أكثر من كذبة أبريل التي أراد الإخوان أن يداعبونا بها ” … لهذا الحد وصلت صدمة الجميع من خبر ترشح الشاطر

الإخوان لديهم لاعبين سياسيين مهرة كالعريان والبلتاجي وحشمت والجماعة مليئة بأصحاب المواهب ولكن روح الإقصاء داخل الجماعة والتي صارت سيدة الموقف استبعدت كل صاحب فكر ورؤية ؛ ولم تبقي إدارة الإخوان حولها سوي جنود يطيعون الأوامر

يؤسفني أن أقول – وأتمني من كل قلبي أن أكون مخطئاً – يؤسفني أن جماعتنا تحولت إلي حزب خيرت الشاطر ؛ لقد جرَّنا الرجل خلفه جرّاً وحشر الجماعة كلها ووضعها علي مضمار التنافس الحزبي … هذه هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ؛

فإما أن يتم فك هذا الارتباط البائس والتلازم النكد بين الإخوان وحزبهم وأن نزيل الالتباس والتداخل بين المسارين الدعوي والحزبي والذي بدأنا نجني ثماره المرة

وإما أن نرضي ونسلِّم بأن الجماعة قد تحولت إلي حزب وأننا أصبحنا – رغم أنوفنا – أعضاءاً في حزب الإخوان المسلمون … وبالمناسبة فإن هذا ليس عيباً ؛ فحزبي العدالة والتنمية التركي وحزب النهضة في تونس كل منهما مجرد حزب سياسي ليس له علاقة بالعمل الدعوي … ولكن شتان بين حزب علي رأسه مفكر ذو عقل متفتح بقامة الغنوشي وبين حزبنا الذي يتلاعب به بعض العسكر الذين لم ينجحوا إلا في الفشل

… لنعد إلي خطوة ترشح الشاطر/ مرسي … لماذا هي نقلة خاطئة من اللاعب الأبيض ؟!

لقد أدرك الإخوان متأخراً جداً أنهم وقعوا في فخ حقيقي ولم ينجزوا لوطنهم شيئاً وأن جُل ما حصلوا عليه هو مكلمة للتنفيس وأنهم خسروا رصيداً كبيراً لدي الشارع ثم هم خسروا اللُحمة الوطنية والاصطفاف الوطني وشركاء الميدان.

فبدلاً من التصرف بحكمة وروية للخروج من هذا الفخ ؛ فجروا هذه القنبلة التي لم تزد الموقف إلا تعقيداً ولم تُزد الفخ إلا إحكاماً … فماذا ربحنا وربح الوطن من ترشح الشاطر أو مرسي ؟!

  •  مزيد من خسارة الرصيد وفقدان المصداقية لدي الشارع وذلك نتيجة التراجع عن التعهدات وأغلظ الأيمان التي قطعناها علي أنفسنا.
  •  مزيد من تمزيق الصف الثوري وزيادة البعد عن شركاء الميدان
  •  الحسابات الخاطئة والاغترار بقوة التنظيم صور لإدارة الإخوان أنهم يستطيعون نزول مضمار للسباق الذي يجري فيه المتسابقون منذ أكثر من عام وأنهم سيكسبون السباق بكل أريحية.
  •  مزيد من الانفصال بين الإخوان وبين الشارع الذي بات ينظر إلينا مستاءاً ومتهماً إيانا بالنهم والحرص علي كل سلطة .
  •  م. خيرت خشن الطلة ؛ لا تحبه الكاميرات ؛ الرجل صاحب شخصية قوية وتركيز أسطوري حقيقةً وهو يبدو كقائد تنظيم سري أكثر منه كزعيم محبوب فالرجل لا يمتلك كاريزما زعيم جماهيري ؛ وإذا تحدثنا عن د.مرسي فبالتأكيد فرصه ضعيفة للغاية بالمقارنة مع الشاطر
  •  لن نفوز في المضمار وكل ما سنفعله بنزول السباق هو تفتيت أصوات أصحاب المرجعية الإسلامية وربما يؤدي ذلك أن يكون عمرو موسي – وهو مرشح العسكري الأصلي – صاحب أعلي الأصوات … ولا عزاء للوطن.

وكان التصرف الصحيح – من وجهة نظري – ينبغي أن يؤتي بثمار هي عكس كل ما سبق

اللاعب الأسود – بفضل الله وحده – أخطأ واستعجل بنزول عمر سليمان مضمار السباق متصوراً أنه يدق المسمار الأخير في نعش الثورة فإذا به يعطيها قبلة الحياة.

علي اللاعب الأبيض أن يقوم بالنقلات التالية لو أراد أن يكسب علي رقعة الشطرنج وأن ينهي “الدور” وسط تصفيق المصريين :-

  • يسحب مرشحه ويؤكد للناس بشكل عملي أنه يسعي من أجل مصالح وطنه فقط ولا يسعي من أجل مصلحة شخصية أو حزبية
  •  ومن ثم يعلن أن الجماعة ستقف علي مسافة واحدة من مرشحي الرئاسة أصحاب المرجعية  الاسلامية وأنه سيدعم اختيار الشعب المصري أياً كان
  • الإعلان أن الجماعة ستعمل مع المرشحين وشركاء الميدان علي الوصول إلي توافق حول مرشح واحد يدعمه الجميع … وفي الغالب فكل الطرق تؤدي لأبي الفتوح
  •   يعتذر للمصريين عن سوء تقديره واستدراجه لفخ محكم في الفترة السابقة
  •  يبدأ في لم شمل شركاء الميدان … وهذا قد بدأ بالفعل بفضل من الله وحده
  •  في الداخل الإخواني نفصل بين المسارين الحزبي والدعوي
  •  نبدأ في المصالحة والاعتذار لعقولنا ومفكرينا الذين ضاق عليها التنظيم فخرجت وأقصد أبوالفتوح والزعفراني وحبيب ونوح وغيرهم …
  • إعادة جميع المفصولين إلي أحضان الجماعة مع الاعتذار لهم
  • البدء فوراً في ملف الاصلاح الداخلي ويشتمل علي ملفات التقنين واللائحة وغيرها

لم تكن دعوة الإخوان يوماً ولن تكون مفرقة لشمل الأمة ولا ساعيةً لمصالحها الخاصة

كلي أمل أن ينتبه اللاعب الأبيض أنه لم يعد هنالك وقت وأن “الدور” لم يعد يحتمل نقلات خاطئة جديدة  أو أن يقع في فخ جديد

ستنتصر ثورتنا بإذن الله

 عبدالرحمن محمد رضا

mqalati.com

abdoureda@

 _________________________

الإعلان
 
4 تعليقات

Posted by في 15 أفريل 2012 بوصة مقالات

 

4 responses to “غلطة الشاطر بألف

  1. adel hasan

    17 أفريل 2012 at 10:04 ص

    صراحة انا مستغرب جدا يا هندسة ………..؟؟؟؟
    اولا الخطوة لم تكن طعما الخطوة انقلابا علي العسكر بوضوح وعلي كل المخططين لافشال المشروع
    كيف يكون للجماعة ان تعتذر لكل من اخطا في حقها ورفض الشوري و الالتزام الحزبي كما يسمونه
    اثبتت مواقف كثيرة ان راي الاخوان علي صواب وانت تعرف ان لهم مستشارين علي مستوي العالم سياسيين و غيرهم وخاصة موقف محمد محمود اللذي رفضو فيه النزول وبعد ان غضب البعض اثني عليه كثير من الشعب المصري
    هل تدري بعد الاعتذار ماذا سيحدث ……….. ان الاخوان اعترفوا انهم لا يملكون الحنكه السياسية وانهم اعترفو باخطاءهم الساذجة التي لا يقع فيها مبتدء سياسة
    والله لن يرضو عنك مهما فعلت
    والله ولينا وحسبنا
    اخوك عادل

     
    • عبدالرحمن محمد رضا

      18 أفريل 2012 at 9:12 ص

      صباح الخير يا عدول
      من قال إن خطوة ترشح (الشاطر/مرسي) كانت طمعاً … بالعكس لو كانت طمعاً لبدأوها منذ أكثر من سنة
      فقط أري أنها خطوة غير موفقة وفي الاتجاه الخاطيء
      أخالفك الرأي في مسألة الاعتذار للشعب … فالاعتذار فضيلة ؛ بل وأري العكس لو صارحوا الناس واعتذروا
      وأحس الناس بصدق الإخوان وحبهم لبلادهم حباً خالصاً دون حرص علي سلطة لأنفسهم
      سيلتف حولنا الناس من جديد وستنجح ثورتنا

       
  2. drzakaria

    17 أفريل 2012 at 10:44 ص

    أخي العزيز م عبد الرحمن ” لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” الصراع بين الحق والباطل وهو صراع بين مشروعين نريد دولة يحكمها الإسلام لأننا أغلبية 90% مسلمون وهم يريدون دولة علمانية فلن يلتقي المشروعان ولو تنازلنا هم لن يتنازلوا والإخوان جربوهم في الجمعية الوطنية للتغيير يقدمون تنازلات وهم العلمانيون والمسيحيون والاشتراكيون ومعهم الوفد والأحزاب القديمة التي كانت تعمل مع النظام الفاسد وهم لا يقدمون تنازلات عن مشروعهم العلماني ويخففون المصطلح يقولون دولة مدنية أنت أذكي من أن تتأثر بهذه المصطلحات الغير حقيقية يخفون وراءها حقيقتهم

     
  3. د/عزت

    20 أفريل 2012 at 7:16 م

    أوافقك في كثير مما ذهبت اليه في نهاية مقالك وأتحفظ على تحاملك الدائم على المهندس خيرت الشاطر الذي أبهر الكثيريين بطلاته الحوارية رغم أني تمنيت عدم الدفع بمرشح والإختيار ممن بدأوا السباق ورجائي الدائم لك أن تبتعد عن كلماتك الخشنة عند الحديث عن الأشخاص أو النوايا كما أنك قدمت أسماء ورموز معتبرة وكأن المشكلة عندك في الأشخاص لا في مبدأ النزول.

     

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: