بدون مقدمات طويلة … فمن باب “الدين النصيحة” هذه نصيحتي أبذلها لسيادة الرئيس
١
أتمني من الرئيس أن يبدأ بالإعداد لحديث مُتلفزْ – أسبوعي أو نصف شهري – مكتوب ومُعَد بعناية من خبراء في الكتابة وخبراء نفسيين وخبراء في الإعلام ؛ وأن يتوقف الرئيس تماماً عن الحديث مرتجلاً كما لو أنه يتحدث علي المنبر في خطبة الجمعة . وأن يتوقف كذلك عن النظر في الأوراق علي الطاولة – توجد شاشات لهذا الغرض –
الكلمات والجمل التي تخرج من فيّ الرئيس يجب أن توزن بمعيار الذهب .
الخطاب يجب أن يكون موجزاً ومعبراً باعثاً للأمل والحماسة .
الناس في مصر يحتاجون لهذا التواصل الأسبوعي فإنه سيمنحهم إحساس بالثقة وسيكون رسالة شفافية ووضوح للداخل ورسالة طمأنة وتهدئة للخارج .
ولا يخفي أنه سيكون نقطة قوة ودافع كبير لزيادة الدعم الشعبي لقرارات الرئيس .. ولو تم الإعداد له بدقة واحتراف سيكون بمثابة تفريغ أسبوعي للاحتقان والشحن المستمرين من طرف المعارضة وأجهزة الإعلام .. كما سيكون منبراً لإعلام الناس بما يتم انجازه من طرف الرئاسة والحكومة .. حلمت دائماً أن ينتظر الناس الخطاب الأسبوعي أو النصف شهري للرئيس بشغف كما كانوا ينتظرون الانصات في الإذاعة لخطب عبدالناصر
نحتاج لهذه الثقة وهذا التواصل يا سيادة الرئيس .
٢
أول وأخطر سلاح ضد الرئيس هو الإعلام ؛ المقارنة بين القنوات التي يُنفق عليها المليارات – السعودية – وبين قناة مصر٢٥ هو بمثابة مقارنة بين كلاشينكوف وقطعة من الخشب .
والانتظار حتي تقوي مصر٢٥ هو رهان خاسر يحتاج لسنوات ولا نملك رفاهية الانتظار …
وليس خافياً علي كل أحد ما تفعله هذه القنوات من تشويه ممنهج ، سيل جارف من الكذب والتدليس والافتراءات المستمرة علي الرئيس وعلي كل ما يمت بصلة للمرجعية الإسلامية وليس لدينا سدٌ يمنع ويحمي الناس .
لذا أقترح أن يدفع الرئيس باتجاه أن يكون من أوائل التشريعات التي يتم اقرارها بمجلس الشوري هو التشريع الخاص بجرائم الإعلام وأري أن يتم استحداث محكمة خاصة لوسائل الإعلام وأن يُنشيء القانون هيئة أو لجنة عليا لقبول شكاوي المتضررين من وسائل الإعلام المختلفة ؛ علي أن تشتمل علي عنصر قضائي وعنصر فني ؛ وعلي أن يلزمها القانون بسرعة البت في الشكاوي المُقدمة إليها وسرعة تحويلها للمحكمة (محكمة جرائم النشر) ؛ وأقترح أن يُلزِم القانون أيضاً المحكمة بسرعة إصدار الأحكام في القضايا المُحوّلة إليها ؛ بحيث لا تستغرق سوي أياماً معدودات ؛ لأن هذه الجرائم هي من الحساسية بمكان فلا يمكن الانتظار … بطء العدالة سيكون قاتلاً في هذه الحالة .
يُمكن الاستعانة بالقوانين المماثلة في بلد مثل بريطانيا فإننا لن نخترع العجلة ولن نبتدع ماليس موجوداً في دول أخري
وأري أن تكون الغرامات موجعة بمئات الألوف أو بالملايين وأن تتضمن حجب الجريدة أو القناة عند تكرار المخالفات ؛ ولكن لا تتضمن الحبس ؛ وأن تحال جرائم السب وخلافه إلي المحاكم العادية – البطيئة –
ذلك أن العقوبة المالية الكبيرة وعقوبة الحجب تُوجع صاحبها وتضعه تحت طائلة – من أين لك هذا – أما الحبس فإنه قد يجلب تعاطفاً من عموم الناس .
٣
الرئيس هو خادم لهذا الشعب يؤمن بذلك ويعلنه بينما يستنكف شخص وضيع ومريض نفسي أن يكون خادماً للشعب فقط لأنه ضابط شرطة !!! ؛ يجب أن يعلن الرئيس في أحاديثه للناس أن الشرطة ستكون في خدمة الشعب وأن من يستكبر علي خدمة شعبنا العظيم فليجلس في بيته
أتمني الأخذ باقتراح استحداث عقيدة جديدة للشرطة المصرية بواسطة خبراء نفسيين وقانونيين ومن ثمّ ادخال دفعات من خريجي الحقوق ممن يجتازون الاختبارات النفسية والبدنية
والاستغناء عن جزء كبير من الرُتَب بدءاً من رتبة عقيد فأعلي ، وذلك تمهيداً – بصراحة – للاستغناء عن أغلب ضباط الشرطة مستقبلاً فنحن نعلم أن أغلبهم لا يصلح لخدمة الناس ؛ والإبقاء فقط علي من ارتضي أن يكون خادماً للناس لا سيداً لهم .
سيادة الرئيس … عندنا جميعاً لغز محير لا ندري له إجابة شافية : لماذا لم يتم حل الأمن الوطني يا سيادة الرئيس ؛ ألم يروعك ما فعلوه بك وبنا في الأشهر الماضية ولا زالوا ؟!! فيم الانتظار ؟!!!
٤
أرجوك يا سيادة الرئيس أن تضغط بكل طاقتك علي مكتب الإرشاد لإعلان فصل العمل الحزبي عن الدعوي … لم يبق ذو رأي رشيد أو صاحب عقل مفكر في هذا البلد إلا ويلح في هذا الطلب من أجل صالح الحزب وصالح الجماعة وصالح الوطن .
أظن أنه يجب أن تكون من أولويات الرئيس إعلان الفصل الوظيفي الكامل للحزب عن الجماعة وأن الجماعة لن تتوقف عن العمل السياسي الذي يصب في مصلحة الأمة ولكنها ستتوقف عن العمل الحزبي التنافسي .
يا سيادة الرئيس يجب وأكرر يجب الإسراع في تقنين الجماعة ؛ في ظل وجودك رئيساً للبلاد يجب ألا يبقي فرد أو مؤسسة في مصر خارج حدود القانون ؛ والبداية يجب أن تكون جماعتك … واجبٌ عليك أن تدخلها تحت مظلة القانون ؛ وهذا يلزمه تشريع عاجل لمعالجة الخلل في الوضع القانوني للجماعة .
٥
عدوك (السياسي) الأول مُقيم بالرياض ؛ لن تصلح سياسة الاستمرار في الدفاع وهو يمكر بك ليل نهار . هاجم يا سيادة الرئيس … بادر بالهجوم واجعله في موقف الدفاع ورد الفعل . ابحث عن نقاط ضعفه وما يوجعه ستجد الكثير ، عدوك – السياسي – ليس ملاكاً بل ديكتاتور ظالم دموي فاسد ولص … بالبلدي “راسه كلها بُطح ” … ليس صعباً أن توقفه عند حده وأن تُريحنا من أذاه .
يا سيادة الرئيس أنا أعلم أن الله يدافع عن الذين آمنوا ولكن الله أمرنا : “وأعدوا”
٦
يغضبني ويُغضب كل من يحبونك تساهلك مع من يسيء إليك ؛ صورة الرئيس تهتز وتضعف قوة وهيبة الدولة عند المساس برمزها وهو رئيس الدولة . قديماً قالوا : “إذا تواضع الأمير قالوا ضعيف ونعتوه بأوصاف النساء ؛ وإذا تكبر قالوا طاغية ولكن لا زالوا يهابونه ويخشون بأسه وشوكته “
تساهلك في حقك يضر بالبلاد التي هي أمانة في عنقك ؛ فالغضب الغضب يا سيادة الرئيس ؛ قليل من “العين الحمرا” نرجوك .
إننا لا نطالبك أن تكون جباراً في الأرض ولكن هناك شعرة بين الحزم وبين الاستبداد ؛ وهي الشعرة التي كان يقف عندها عمر رضي الله عنه ؛ فما كان عمر يوماً مستبداً يتصرف منفرداً في أمر الناس بلا مشورة ولكنه كان حريصاً علي إنفاذ الشوري ومع ذلك لم يبت يوماً وقد فقد حزمه وقوته بل وشدته في إنفاذ شوري المسلمين .
المستبد العادل خرافة فمن كان مستبداً ما كان يوماً عادلاً …
ولكن الحازم العادل هو الذي يُصلح أمر الناس .
سيادة الرئيس … أسأل الله أن يصلك صوتي ؛ فهذا ما انتهي إليه اجتهادي الذي أسأل الله أن يُكتب لي سهمٌ في الأجر إن أصاب وأن تُبعَد عنه إن أخطأ .
فإن كان من توفيقٍ فمن الله وإن كان من نقص أو خطأ فمن نفسي واستغفر الله
ستنتصر ثورتنا بإذن الله
عبدالرحمن محمد رضا
_________________________
طالع المقال علي : موقع علامات أون لاين و جريدة 25 يناير و موقع كفرالشيخ و جريدة المصريون
adel hasan
31 ديسمبر 2012 at 9:31 ص
صراحة اخي عبد الرحمن عندك حق بلا نقاش ولا جدال
ولكن بعض النقاط موجه للرئيس و الاخر موجه للمؤسسة التي رشحته لانها تدافع عن نفسها
اخوك عادل