RSS

Monthly Archives: أفريل 2012

الرأي … والضمير

غداً سأدلي بصوتي لانتخاب رئيس البلاد ؛ والتصويت لمرشحٍ ما في الانتخابات

هو أمانة وشهادة فردية بين العبد وربه ؛ ذلك أن الله أمرنا “وأقيموا الشهادة لله” ؛ وأن الله أمرنا “وأدوا الأمانات إلي أهلها”.

لذا لا يمكن لأحدٍ من الناس أياً كان قدره ومكانته أو لجماعةٍ أياً كان قدرها ومكانتها أو تاريخها وعطائها ؛ أقول لا يمكن أن يُملي عليك أحد شهادتك أو أن يأمرك أن تُخالف ما استقر يقيناً في ضميرك .

لا يقبل الله منا أن نعلم أن فلان أصلح وأنفع ثم نشهد أن شخصاً آخر هو الأصلح فقط لأن الإخوان يروْن ذلك ؛ أو لأن الشيخ فلان يُفتي بذلك ؛ ذلك لا ينجّينا من سؤال الله فهي شهادة وأمانة ونحن مأمورون بأن نقيم الشهادة لله وأن نؤدي الأمانات إلي أهلها .

“كل نفس بما كسبت رهينة” …  فالله سائلنا عن أمانتنا في الاختيار ؛ لن يسأل إدارة الإخوان أو جماعة الشيخ فلان .

من أسوأ أخطاء إدارة الإخوان الحالية أنها أدخلت الشوري فيما ليس محلاً للشوري أصلاً والأسواء أنها تُشرعن ذلك وتأتي بالمسوغات الشرعية “التفصيل” لتبرر هذا الاعتداء علي خصوصيات أفراد الإخوان ؛ بل وتستصدر فتاوي “باطنية” للاستهلاك المحلي في داخل الإخوان لا يجرؤن علي نشرها ؛ مثل فتوي د. البر :”من صوت لأبي الفتوح منكم – أي من الإخوان – فهو آثم ” . من أسوأ ما تفعله هذه الإدارة أنها جعلت من قرارات الجماعة حائلاً بين الإخوان وبين ضمائرهم .

فارق كبير بين أن يخالف رأيي رأي الإخوان ؛ وأن يُخالف ضميري رأي الإخوان 

في الحالة الأولي فإني أتنازل عن رأيي وألتزم برأي الإخوان إعمالاً لمبدأ الشوري

أما في الحالة الثانية فلا يسعني مخالفة ضميري لرأي كائنٍ من كان ؛

المشكلة ليست عندي بل عند من أقحم الشوري فيما لا يدخل في مجالها ؛ بل ويريد أن يُملي عليّ ما يخالف ضميري شاهراً في وجهي سلاح البيعة . أنا لم أبايع أحداً علي أن أشهد بما يُخالف ضميري .

إن الله سائلي عما أشهد به هل أقمت الشهادة لله كما أمرني ؛ هل شهدت بما يُرضي ضميري أم شهدت بما يُرضي فلان وعلان في إدارة الإخوان . هل أديت أمانتي في اختيار الأصلح أم علقتها في رقبة الشيخ الذي أفتي لي فيما لا يحل له أن يفتي فيه .

أكتب هذه الكلمات القاسية إشفاقاً علي إخواني ؛ من أحبهم وقضيت عمري بينهم ؛ ويسوءني أن أراهم علي خطأ .

بالمناسبة أنا لست ضد شخص مرشح الإخوان سواء كان م.خيرت أو د.مرسي فكل منهم له فضل السبق ولهم جهد و عندهم مشروع ؛ ولكني ضد أن يكون للجماعة مرشح من الأساس.
أنا لا أدعوكم إلي انتخاب أو عدم انتخاب مرشح الإخوان … أبداً …
ولكني أدعوكم جميعاً لانتخاب من ترتاح له ضمائركم أيا كان الشخص بمعزل عن وصاية أو تدخل من أحد .

تحكيم ضمائرنا والبحث عما يرضيها دائماً أولي من البحث عن حجج لتبرير خيارات الجماعة وفتاوي المشايخ ؛
لا يريح ضمائرنا أبداً  أن نريح أنفسنا من عناء التفكير وعناء النظر والمقارنة بين المرشحين تحت وهم أن خيار الجماعة أو فتوي الشيخ هي قطعاً الأصح والأفضل .
إرضاء ضمائرنا دائماً أولي  “وإن أفتاك الناس وأفتوك 

استقيموا يرحمكم الله

سأختم بكلمات شيخنا ومعلمنا فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في رسالته المفتوحة للإخوان :
 الإدلاء بالصوت في الانتخابات أمانة وشهادة، يقوم بها الإنسان لله سبحانه وتعالى، ابتغاء مرضاته، يقول تعالى: (وأقيموا الشهادة لله)، ويقول: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، يجتهد فيها الإنسان أن يراعي ضميره، وأن يراقب ربه، حتى لا يسأله الله عز وجل عن صوته: لماذا لم يعطه لمن يستحق، ولماذا أعطاه لفلان خاصة، فهو أمر ومسؤولية فردية بين العبد وربه.

وهنا أنصح إخواني بألا يتبنوا موقفا معينا، ويتركوا للشباب والأفراد التوجه حسب ضمائرهم، وألا يتعجلوا فتنة بعض أفراد الصف، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى جهد كل أخ منهم، فإذا كنا نمدد أيدينا للقريبين معنا فكريا، فأولى بنا أن نحافظ على كوادرنا وأفرادنا، ولعل في هذا التوجه ما يفيد ويكون فيه الخير إن شاء الله، وهو رأي استشرت فيه عددا لا بأس به من أهل العلم والخبرة السياسية فنصحوا به، وألا يشهر في وجه من يجتهد في التصويت إرضاء لضميره سلاح الضغط، أو التهديد بالفصل.”

ستنتصر ثورتنا بإذن الله

عبد الرحمن محمد رضا

mqalati.com

@abdoureda

 
أضف تعليق

Posted by في 25 أفريل 2012 بوصة مقالات

 

غلطة الشاطر بألف

علي رقعة الشطرنج إذا قمت بحركة واحدة خاطئة وكان خصمك محترفاً فإنك تظل مُحاصراً مدافعاً ودافعاً لثمن هذه النقلة الخاطئة ؛ فتبدأ في خسارة قطعك واحدة تلو الأخري حتي تخسر الدور في النهاية … هذه طبيعة لعبة الشطرنج وهي نفس طريقة لعبة السياسة

علي رقعة شطرنج السياسة المصرية والتي يتباري فيها اللاعب الأبيض (الإخوان) واللاعب الأسود (العسكري) لم تكن خطوة ترشح الشاطر هي النقلة الخاطئة الأولي للأبيض بل سبقتها خطوات خاطئة كثيرة في استدراج واضح وخطة محكمة من اللاعب الأسود والذي يُفترض أنه خبير بفن الاستراتيجيات

لم يكن يخطر ببالي ولا ببال غيري من متابعي الشأن المصري أن يقدم اللاعب الإخواني الأبيض علي هذه النقلة الخاطئة علي رقعة اللعب السياسي في مصر ؛ حتي أن الأستاذ فهمي هويدي قال معلقاً علي خطوة ترشح الشاطر : ” يكاد يشك المرء في أن ما حدث من أوله إلي آخره ليس أكثر من كذبة أبريل التي أراد الإخوان أن يداعبونا بها ” … لهذا الحد وصلت صدمة الجميع من خبر ترشح الشاطر

الإخوان لديهم لاعبين سياسيين مهرة كالعريان والبلتاجي وحشمت والجماعة مليئة بأصحاب المواهب ولكن روح الإقصاء داخل الجماعة والتي صارت سيدة الموقف استبعدت كل صاحب فكر ورؤية ؛ ولم تبقي إدارة الإخوان حولها سوي جنود يطيعون الأوامر

يؤسفني أن أقول – وأتمني من كل قلبي أن أكون مخطئاً – يؤسفني أن جماعتنا تحولت إلي حزب خيرت الشاطر ؛ لقد جرَّنا الرجل خلفه جرّاً وحشر الجماعة كلها ووضعها علي مضمار التنافس الحزبي … هذه هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ؛

فإما أن يتم فك هذا الارتباط البائس والتلازم النكد بين الإخوان وحزبهم وأن نزيل الالتباس والتداخل بين المسارين الدعوي والحزبي والذي بدأنا نجني ثماره المرة

وإما أن نرضي ونسلِّم بأن الجماعة قد تحولت إلي حزب وأننا أصبحنا – رغم أنوفنا – أعضاءاً في حزب الإخوان المسلمون … وبالمناسبة فإن هذا ليس عيباً ؛ فحزبي العدالة والتنمية التركي وحزب النهضة في تونس كل منهما مجرد حزب سياسي ليس له علاقة بالعمل الدعوي … ولكن شتان بين حزب علي رأسه مفكر ذو عقل متفتح بقامة الغنوشي وبين حزبنا الذي يتلاعب به بعض العسكر الذين لم ينجحوا إلا في الفشل

… لنعد إلي خطوة ترشح الشاطر/ مرسي … لماذا هي نقلة خاطئة من اللاعب الأبيض ؟!

لقد أدرك الإخوان متأخراً جداً أنهم وقعوا في فخ حقيقي ولم ينجزوا لوطنهم شيئاً وأن جُل ما حصلوا عليه هو مكلمة للتنفيس وأنهم خسروا رصيداً كبيراً لدي الشارع ثم هم خسروا اللُحمة الوطنية والاصطفاف الوطني وشركاء الميدان.

فبدلاً من التصرف بحكمة وروية للخروج من هذا الفخ ؛ فجروا هذه القنبلة التي لم تزد الموقف إلا تعقيداً ولم تُزد الفخ إلا إحكاماً … فماذا ربحنا وربح الوطن من ترشح الشاطر أو مرسي ؟!

  •  مزيد من خسارة الرصيد وفقدان المصداقية لدي الشارع وذلك نتيجة التراجع عن التعهدات وأغلظ الأيمان التي قطعناها علي أنفسنا.
  •  مزيد من تمزيق الصف الثوري وزيادة البعد عن شركاء الميدان
  •  الحسابات الخاطئة والاغترار بقوة التنظيم صور لإدارة الإخوان أنهم يستطيعون نزول مضمار للسباق الذي يجري فيه المتسابقون منذ أكثر من عام وأنهم سيكسبون السباق بكل أريحية.
  •  مزيد من الانفصال بين الإخوان وبين الشارع الذي بات ينظر إلينا مستاءاً ومتهماً إيانا بالنهم والحرص علي كل سلطة .
  •  م. خيرت خشن الطلة ؛ لا تحبه الكاميرات ؛ الرجل صاحب شخصية قوية وتركيز أسطوري حقيقةً وهو يبدو كقائد تنظيم سري أكثر منه كزعيم محبوب فالرجل لا يمتلك كاريزما زعيم جماهيري ؛ وإذا تحدثنا عن د.مرسي فبالتأكيد فرصه ضعيفة للغاية بالمقارنة مع الشاطر
  •  لن نفوز في المضمار وكل ما سنفعله بنزول السباق هو تفتيت أصوات أصحاب المرجعية الإسلامية وربما يؤدي ذلك أن يكون عمرو موسي – وهو مرشح العسكري الأصلي – صاحب أعلي الأصوات … ولا عزاء للوطن.

وكان التصرف الصحيح – من وجهة نظري – ينبغي أن يؤتي بثمار هي عكس كل ما سبق

اللاعب الأسود – بفضل الله وحده – أخطأ واستعجل بنزول عمر سليمان مضمار السباق متصوراً أنه يدق المسمار الأخير في نعش الثورة فإذا به يعطيها قبلة الحياة.

علي اللاعب الأبيض أن يقوم بالنقلات التالية لو أراد أن يكسب علي رقعة الشطرنج وأن ينهي “الدور” وسط تصفيق المصريين :-

  • يسحب مرشحه ويؤكد للناس بشكل عملي أنه يسعي من أجل مصالح وطنه فقط ولا يسعي من أجل مصلحة شخصية أو حزبية
  •  ومن ثم يعلن أن الجماعة ستقف علي مسافة واحدة من مرشحي الرئاسة أصحاب المرجعية  الاسلامية وأنه سيدعم اختيار الشعب المصري أياً كان
  • الإعلان أن الجماعة ستعمل مع المرشحين وشركاء الميدان علي الوصول إلي توافق حول مرشح واحد يدعمه الجميع … وفي الغالب فكل الطرق تؤدي لأبي الفتوح
  •   يعتذر للمصريين عن سوء تقديره واستدراجه لفخ محكم في الفترة السابقة
  •  يبدأ في لم شمل شركاء الميدان … وهذا قد بدأ بالفعل بفضل من الله وحده
  •  في الداخل الإخواني نفصل بين المسارين الحزبي والدعوي
  •  نبدأ في المصالحة والاعتذار لعقولنا ومفكرينا الذين ضاق عليها التنظيم فخرجت وأقصد أبوالفتوح والزعفراني وحبيب ونوح وغيرهم …
  • إعادة جميع المفصولين إلي أحضان الجماعة مع الاعتذار لهم
  • البدء فوراً في ملف الاصلاح الداخلي ويشتمل علي ملفات التقنين واللائحة وغيرها

لم تكن دعوة الإخوان يوماً ولن تكون مفرقة لشمل الأمة ولا ساعيةً لمصالحها الخاصة

كلي أمل أن ينتبه اللاعب الأبيض أنه لم يعد هنالك وقت وأن “الدور” لم يعد يحتمل نقلات خاطئة جديدة  أو أن يقع في فخ جديد

ستنتصر ثورتنا بإذن الله

 عبدالرحمن محمد رضا

mqalati.com

abdoureda@

 _________________________

 
4 تعليقات

Posted by في 15 أفريل 2012 بوصة مقالات