RSS

Monthly Archives: مارس 2013

المؤامرة

في المنامعرفته منذ مايزيد علي خمس وعشرين سنة ؛ كان ولا يزال مبهراً متألقاً تحوطه أنوار اليقين وتعلوا وجهه بشاشة الإيمان . وهو صاحب يدٍ وذو فضلٍ وسبق عليَّ وعلي كثيرٍ ممن عرفتهم في حياتي …

أخطأ في حقي وفي حق الكثير ممن أحبوه وأخلصوا له ، ذهبت إلي بيته لأعاتبه …

عند الباب وجدت أحد الغاضبين وقد علا صوته واحمّر وجهه وهو يسب ويقذف الحجارة. هالني ما رأيت فصديقي لا يستحق هذا ؛ فرغم أخطاؤه في حقي وفي حق الكثيرين ، فهو من أفضل من لقيت علي مدار عمري…تفَّرست في وجه الرجل الغاضب فإذا هو مخلص رائحته طيبه ويحمل وجها طيبا رغم غضبه، حاولت تهدئته فلم افلح…..غادرته …سمحوا لي بالدخول من الباب الخارجي للمنزل حيث يسكن صديقي، قلبي يحمل مشاعر مختلطة من الإشتياق إليه والشفقة عليه والعتب منه والخوف عليه مما ألم به…

فاجئتني رائحة كريهة تزيد كلما أقتربت من باب المنزل، الباب مفتوح…دخلت…علي وجه صديقي آثار الإجهاد والعناء والألم وفي عينيه بريقٌ من الأمل وفي نبرة صوته صبرٌ وحزمٌ وتصميم وهو يجادل من حوله ،

حول صديقي أربعة أشخاص…

أولهم رائحة أنفاسه الفاسدة تملأ المكان، عندما تتأمل في وجهه تري ملامح كريهة كأنها ملامح المخلوع … لا.. بل هي اقبح وكأنها لشيطان عاد لتوه من الجحيم .

الثاني سيء الهندام قد امتلأت جيوبه بالدراهم بشكل ملفت..لديه أسنان صفراء حادة وابتسامة صفراء وعيون ماكرة….

أما الثالث يضع النظارات وهو مُرتب مهندم فيما عدا جيوبه المنتفخة التي لا تتناسب مع مظهره المتأنق ، لقد امتلأت جيوبه بالدولارات بشكل غريب..

والرابع يرتدي السواد له لحية كبيرة ويضع علي رأسه قلنسوة سوداء لامعة ويرتدي فوق ملابسه سلسله كبيرة يتدلي منها رمز ديني … يحمل وجهاً حاقداً وعينان تقدحان بشرر الغضب … ياللهول لم أكن أظن أن للحقد رائحة إلا عندما اقتربت من هذا الرجل .

خلف صديقي كان هناك رجل يرتدي السواد  ويقف في الظل فلا تبدوا ملامحه ، الرجل له هيئة مخيفة يقف علي كل كتف من كتفيه نسر أسود ، الرجل لا يتحرك وكأنه قطعة من الحجر ، ظننت لوهلة أن الرجل هو الحارس الخاص لصديقي .

بدأت أشم رائحة طيبة , من بعيد دخل علينا رجلان يبدوا عليهما الصلاح ، قد أحاطت بهما هالة من النور وهما يتناقشان …

تراجع الحارس الأسود المخيف خطوة للوراء واختفي في الظلام ….

ازدادت حدة النقاش بين الرجلين وعلت أصواتهما , بدأت هالة النور حولهما في الخفوت وضاع كل أثر للرائحة الطيبة , كادا أن يتشابكا بالأيدي ؛ فضرخ فيهم صديقي : “أرجوكم أخرجوا من هنا أنتم لا تساعدوني” , خرج الاثنان ولا زالا يتجادلان … عادت الرائحة الفاسدة تنتشر في المكان …. تقدم الحارس الأسود خطوة للأمام وعاد للمنطقة الرمادية .

وفجأة…. بدت من الحارس الأسود ذو النسرين إشارة خفية ؛ فتحرك علي الفور الأشخاص الأربعة و استل كل واحد منهم سكيناً وبدأوا يطعنون صديقي…..

قمت من نومي فزعاً صارخاً قد ملأني الخوف وتملكني القلق …

ستننصر ثورتنا بإذن الله

عبدالرحمن محمد رضا

25 مارس 2013

freeword.me

@abdoureda

طالع المقال علي : جريدة الشروق