RSS

جعلوني توافقياً

22 فيفري

أفهم أن الرئيس التوافقي معناه توافق بين الأطياف السياسية والأحزاب ومن خلفهم غالبية الشعب حول شخص الرئيس؛ وهذا قد يكون مقبولاً بل ومرغوب أحياناً … أما أن يكون “التوافقي” بمعني مُتوافَقْ عليه بين العسكر من جهة وبقية القوي السياسية بزعامة الإخوان من جهة أخري ؛ فهذا التوافق كارثة محققة ستنزل علي رؤوسنا جميعاً ؛ وستُنهي فعلياً كل أثر حميد لهذه الثورة العظيمة … وستعيدنا إلي المربع رقم صفر أي إلي 24 يناير 2010 ولكن مع تغيير في خلفية المشهد واستبدال لبعض الشخوص …

نعم … أنا أسمعك تقول ما هذا الكلام الفارغ الذي تقوله يا عبدالرحمن ؛ لا يمكن أن تعود مصر كما كانت أبداً ؛ وهل كل ذلك سيحدث لمجرد اختيار هذا الرئيس “التوافقي” … وأقول لك بكل وضوح نعم ثم نعم ؛ كل هذا وأكثر سيحدث في ظل “التوافقي” وأوكد أنه كارثة محققة وأكرر ستقع فوق رؤوسنا جميعنا وأولنا قيادات الإخوان الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً …

كيف ؟!! ولماذا ؟!! … سأقول …
افترضوا معي أنني تقمصت شخصية الرئيس “التوافقي” ؛ بمعني آخر شخصية الرئيس “الشخشيخة” … في رأيكم لمن سأكون مديناً بالولاء ؟! …
بالطبع سأدين بالولاء للذي عينني – حصرياً – في هذا المنصب
سأدين بالولاء لمن جعلني “توافقياً” دوناً عن بقية عباد الله من مرشحي الرئاسة
نعم عزيزي القارئ إجابتك صحيحة … انهم العسكر أصحاب النفوذ من جهة والإخوان ومعهم السلفيون من جهة أخري …أنا لا زلت متقمصاً شخصية التوافقي – يع … ما علينا –  بالطبع سأدين بالولاء لهؤلاء.
تسألني عن الشعب ؟! ألا يجب أن يكون ولائي للشعب ؟!
أي شعب … قلت لك ولائي لمن جعلني “توافقياً” ؛ قلت لك ولائي الحقيقي قطعاً للعسكر فهم من اختارني – حصرياً – بعد تدقيق وتمحيص ؛ أما الإخوان فإنهم فقط وافقوا علي اختيار العسكر … ولكن صاحب الأمر والنهي الحقيقي هو من رتب معي كل شيء من البداية ؛ قطعاً هم العسكر أصحاب النفوذ واليد الطولي الآن في مصر.

يا لي من شخص تعيس كُتب عليه القفز علي جميع الحبال طوال فترة رئاستي “التوافقية”
… فسأسعي لإرضاء العسكر فهم أصحاب الأيادي البيضاء عليّ وقد جعلوني رئيساً
… وسأسعي لإرضاء الإخوان ومن معهم – فيما لا يخالف أوامر العسكر – فهم من وافق علي جعلي حصرياً عفواً أقصد توافقياً
… وسأسعي كذلك لعمل “شو” لإرضاء الشعب وإشعارهم بمدي أهمية وجود الزعيم الرمز “التوافقي”
تسألني أين مصلحة الوطن ؟! ألن تسعي إليها ؟!! …  أأأ … احم .. نعم نعم بالطبع ولكنها تأتي في المرتبة الخامسة.
الخامسة !!! … فأين الرابعة ؟!!! … إنها مصلحتي الشخصية بالطبع … هل معني أني “توافقي” حصري أن لا تكون لي مصالح ؟!! … احم

فلنترك شخصية “التوافقي” قليلاً ولنعد إلي تقييم الموقف في ظل هذا المسخ “التوافقي” ؛ ليس فقط ما ذكره صاحبنا التوافقي هو مكمن الخطر ولكن دعونا ننظر للصورة بشكل أعمق … ماذا نري … سنري تنازعاً علي السلطات بين الحكومة الإخوانية وخيال المآتة “التوافقي” ؛ أما وقد علمنا لمن سيكون ولاءه الأول … فعند أول صِدام بين الإخوان والعسكر … سيقلب لهم التوافقي ظهر المجن وسيريهم وجه العسكر القبيح الذي سيعمل كالسرطان علي توسيع سلطاته ومحاولة تقليص دور مجلس الشعب والحكومة وإظهارهم بمظهر العاجز الفاشل ؛ بينما يظهر “التوافقي” في دور الزعيم المنقذ الذي يتدارك الكوارث التي تسببها الحكومة في آخر لحظة ويوجه لها اللوم دائماً.

أنا أعلم أنا هذا مشهد قاتم وسوداوي ؛ ولكن ينبغي أن نضعه نصب أعيننا … لأني أرانا – وبكل سعادة – نخطو بعزم نحو الفخ “التوافقي” أو التواطئي كما أسماه أستاذنا الدكتور/ سيف عبدالفتاح

بالمناسبة وحتي لا يُفهم كلامي خطأً ؛ فأنا لا أدعي أبداً بأن هناك صفقة سرية حول تقسيم السلطة بين الإخوان والعسكر ؛ فهذا علمه عند الله … ولكني فقط أصرخ محذراً من دخول الفخ التوافقي ؛ وأعبر عن قناعتي في أن فكرة الرئيس التوافقي هي فكرة خاطئة كما أن فكرة تدخل العسكر في مستقبل حياتنا السياسية هي فكرة بشعة.

كلي ثقة أن شعبنا لن يُخدع ولن ينتخب مسخاً توافقياً …
إن شعبنا توافقي بطبعه ولكنه شعب واعي يريد رئيساً حقيقياً وليس “توافقياً”…

عبدالرحمن محمد رضا
mqalati.com

 ___________________________

 
تعليق واحد

Posted by في 22 فيفري 2012 بوصة مقالات

 

1 responses to “جعلوني توافقياً

  1. adel hasan

    22 فيفري 2012 at 12:52 م

    مرشد الاخوان د.محمد بديع (عند سؤاله عن المرشح (التوافقي) الذي سيدعمه الاخوان) : أما عن تأييد مرشح بعينه فباب الترشيح لم يفتح بعد وسننتظر حتى يفتح باب الترشيح وسيتقدم من يتقدم ونقوم بعدها بحصر عدد المتقدمين وندرس بعدها برامجهم وتقوم مؤسسة الإخوان بالاختيار بينهم بالشورى ثم نحاول أن نوجد حالة توافق عام ليس علي مرشح واحد ولكن على عدد محدود من المرشحين وعندها يكون التنافس دون تشتيت الأصوات.
    ونرى أن التوافق ليس معناه إجماع المصريين على شخص ولكن تقليل عدد المرشحين المتصفين بصفات وطنية، وفي النهاية تقرر مؤسسة الجماعة الشورية دعم أحد هؤلاء المرشحين بعينه، والمرشح الذي سندعمه لن يكون مرشحا محسوبا علي تيار إسلامي بعينه وإلا كنا نحن أولى، ولابد أن يكون المرشح ذو خلفية إسلامية،
    هذا تعليق الرجل اللذي علي راس الجماعة …… واري انه كلام منطقي جدا ….. ولم يقول دلدولا ولا تابعا ولا مسخا و غيرذلك
    شكرا

     

أضف تعليق